الذليل الى الله
الاعلان لدينا : عدد المساهمات : 62 تاريخ الميلاد : 02/01/1978 تاريخ التسجيل : 09/08/2011 العمر : 46 الموقع : دخميس مركز المحله غربيه
| موضوع: الشيخ سيدعفانى الأربعاء سبتمبر 07, 2011 6:08 pm | |
| سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته :
الشيخ الداعية ، بقية السلف الباقية ، المربي القدوة ، العلامة الأسوة ، العلم الأشم ، والطود الأهم المبذولة نفسه في شأن الدين ، الموقوفة حياته على أمور المسلمين ، سليل الأماجد ، معدن المحامد ، درة الصعيد الزاهية ، بل جوهرة مصر القاهرة ، بل حسنة البلاد الشارقة والغاربة ، الشيخ المفضال السيد بن حسين العفاني ... من بلدة عفان بمحافظة بني سويف وهي من أوائل محافظات الصعيد التي فيها العرب الأقحاح ، الأكارم الفصاح ...
نشأ نشأة ريفية بسيطة ، عمقت في قلبه الفطرة السوية ، والوجهة الربانية النقية ، فتدرج في التعلم والتعليم النظامي حتى التحق بكلية الطب وتخرج فيها في فترة السبعينات من القرن المنصرم حيث كانت مصر مقبلة على عهد جديد بعد هلاك جمال عبد الناصر ، فتوسع نشاط الجماعات الإسلامية في كل الجامعات والمعاهد ، واشربأت أعناق الدعاة السلفيين تهتبل الفرصة لنشر العقيدة الصافية النقية ، ومنهج السلف الصحيح الوضيح ، وفي هذه الجو نشأ وترعرع الشيخ سيد العفاني ....
لم تمهله الخطوب ... فقد ولد ذكيا ، نابهة ألمعيا ، سريع الحافظة ، خاطف البديهة ، فعرف بالوعظ والتذكير ، والنصح والخطابة ، فصار خطيب الجماعات بكل أنواعها وأطيافها ، أيام كان الفارق بينها ضئيلا أول ما نشأت ...
فتارة يخطب للجماعة الإسلامية .. وتارة يعظ ويشارك في أنشطة معسكرات الجامعات المصرية التي تجمع كل الأطياف ، وتارة في مساجد السلفيين في أنحاء القطر المصري ، حتى اشتهر أمره ، وعلا ذكره ، وانتشر بين الناس خطره ( أي أهميته ) ...
كنت كغيري من الشبيبة نسمع بالخطيب المفوه ، والواعظ المنوَّه ، حتى تم الإعلان عن محاضرة للشيخ سيد العفاني ... فتسارعنا لسماعها وإرهاف السمع عند إلقائها ، فكانت البداية التي عليها عرفنا زهد السلف وعبادتهم ...
لم تتوطد علاقتي بالشيخ في بداية الأمر .. ولكن بعد برهة كانت توكل إلي بعد المهمات الدعوية فكان على إثرها فرصتي في القرب من الشيخ سيد والتعرف عليه عن كثب ... وليس الخبر كالمعاينة ...
كنت أظنه رجلا عاديا ... إذ أنك ما أن تنظره حتى ترى فيه الملامح الريفية البسيطة ، الزهد سمته ، ثياب لا رفاه فيها ، ومظهر لا ينبيء عن غنى أو رياش ، وكم رأينا له من أحذية مهترئة بالية ، عرفنا فيما بعد سرها ...
كان الشيخ لصيقا بالدعوة السلفية في كل أنحاء القطر ... ما من مسجد إلا واهتز منبره بخطب الشيخ العفاني ... وما من ركن وأرض في مساجد السلفيين في مصر إلا وابتلت من دموع المصلين وهم يسمعون وعظه وتذكيره ...
يبدأ الموعظة بخطبة الحاجة مزلزلة ترتج لها جنبات المسجد فيظن من فيه أن صاحبه سيخطب خطبة حماسية ولكن سرعان ما يدرك أن الرجل يتمثل فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان خطبه غالبها عن النار والجنة ، والاستعداد ليوم المعاد ، وترقيق القلوب بما يقربها من علام الغيوب ... وفي خلال تلك الدرر المنتقاة لن تعدم ملحة لترطيب الأسماع ، أو إشارة لحادثة سياسية أو نبأ اقتصادي أو خبر دعوي مهم ، وفي كل ذلك لا تخلو خطبه من حشود الآثار السلفية ، وعساكر التوجيهات العلمية ، فضلا عن أعتاد النصوص القرآنية والحديثية . كان ينشد الشعر وينظمه ، بل يحفظ الكثير منه ويستحضره ، وكتبه ومؤلفاته تشهد بعنايته بهذا الشأن ...
له قدرة عجيبة في تجميع الآثار والأخبار عن السلف الصالح ، وتقريب حياتهم وسيرتهم من أهل العصر ... فزهد السلف وعبادتهم وصومهم وقيامهم لليل وجهادهم وشأنهم كله كان الشيخ يستحضره كأنه رأي عين .
هذا أمر قد أشترك مع غيري في معرفته ... وقد يعرف غيري منه ما هو أكثر مني .... ولكن ما أستطيع أنني أختص به مع ثلة قليلة ممن عرفه وعاصره وشاهده أمور يذهل لها المرأ ... وهي جهده وبلاءه في الدعوة إلى الله ...
الشيخ سيد ربى جيلا واسعا من الشباب السلفي في محافظات الصعيد بل في كل محافظات مصر ... فما من شاب نشأ على جادة السلف في مصر إلا وللشيخ عليه منة وفضل ، بخطبه ومواعظه ، أو كتبه ورسائله ...
استقبلته مرة ليلقي محاضرة في إحدى المساجد وكان قادما من محافظة أخرى ، وكان يوم جمعة أصيلا ، فسالته عن حاله وسفره ، فقال للتو جئت من مسجد في القاهرة خطبت فيه ( وكنت أظن أن محاضرته عندنا هي الوحيدة ) ، وبعد الخطبة ألقى محاضرة !!!! وكان موعده عندنا محاضرة في المساء بعد صلاة المغرب حتى العشاء ، وغالبا ما تستمر المحاضرة حتى قريب من منتصف الليل ...
كان هذا برنامجه كل يوم تقريبا ... في بداية التسعينات حيث كانت الدعوة متاحة بقدر كبير في القطر المصري ..
استنفد الشيخ سيد صوته في الخطابة والوعظ والمحاضرات ، حتى أنذره الطبيب بضرورة التوقف عن الخطابة والتدريس ، وقد أخبرني بهذا الخبر وعينه تدمع ، وقال لي : أمثالنا ليس لهم خيار ... حتى لو ضاع صوتنا فلن نستطيع التوقف والسكوت !!! واستمر رحمه الله في الخطابة حتى كانت بح صوته وانقطع نفسه ، وتدهورت صحته ، فاضطر للراحة برهة ، وما أن عاد إليه بعض صوته عاود ما كان عليه ... كان يجوب المحافظات كلها ... يخطب ويعظ ويحاضر ، ينشيء الأجيال ، يربي القادة ، يوجه المسئولين عن الدعوة ، يحل مشكلات الدعاة مع بضعهم البعض ، ينبه وينوه ، ينصح ويقوم ، بل يساعد المحتاجين ، وأياديه البيضاء على فقراء طلبة العلم لا ينكرها أحد .
عرفه طلبة الجامعات من الجيل الأول .. وحتى الجيل المعاصر ... ما من جامعة في مصر إلا وله فيها جولة ، وبين جنباتها له صرخة وصولة ...
إذا أعلن في القاهرة عن خطبة له توافدت الجموع الغفيرة ، والألوف الكثيرة ، تمني نفسها مجلسا يذكرها بالسلف الصالح ...
والذي قرأ ما أسلفنا يظن الشيخ العفاني بعافية تامة ، وصحة كاملة ، وليس ذلك كذلك ، فجسده قد أنهكته أمراض مزمنة ، وضعف جسمه خلقة يجعل كل من يراه يجزم أن هذا الرجل يسير ويمضي برعاية الله وكلاءته ...
ومع كل جهوده وسعيه في الدعوة والنذارة في أرجاء القطر المصري ، كان يحفظه الله نهم القراءة ، ما وجدناه يوما خاوي اليدين ، بل إما تحمل كيسا مليئا بالكتب الجديدة ، أو حقيقة ملأها بالكتب والأوراق التي يقرأها في السفر ويقيد ما يحتاجه في محاضراته ولمؤلفاته .
صنف الكثير ... وما كتبه ولم يخرج إلى عالم الطباعة أكثر ... كتبه واحة غناء ... تربى على معينها الكثير من الدعاة وطلبة العلم بل وقادة الحركة في مصر وخارجها ... إذا كتب في مسألة أوفاها ، فكنا نقول : شرط الشيخ ألا يصنف مصنفا أقل من مجلدين ... وكان كذلك في غالب كتبه ...
مؤلفاته ترى فيها حس القائد ، ونبرة الرائد ، تريك هموم الأمة ، وتنبيك بعلو الهمة ، يؤلف ليربي في الأمة جيل النصر المنشود ، ألف رهبان الليل ، ليحيي في هذا الجيل ما كان سمة من سمات السلف الصالح وهو قيام الليل ، ثم ألف فرسان النهار ( وما أدري طبع أم لا ) لينبه على دور الجهاد في جيل النصر المنشود . كانت مؤلفاته صياغة للشخصية الإسلامية في العصر الحديث ، تمسك فيها بخاتم السلف ، وحرص على دلهم وسمتهم طريقا ومنهاجا ...
أما علاقته بالدعاة والقادة والعلماء فنموذج للتواضع وخفض الجناح ، ما قابل أحد إلا ذل له وألان ، إذا تكلم تبسم ، ولا يرى مغضبا أو عابسا إلا إذا حدثته أو تحدث هو عن هم من هموم المسلمين ... على السجية تراه دائما ... لا يخادع ولا يخاتل ، لا يوري ولا يعرض ، ما يعتقده ينطق به صريحا ، لا خفاء ولا التباس ... يصلح بين الدعاة ، ويسعى في وأد الفتنة بينهم ، يحاول تجميع الصف ، وتوحيد الراية ، شعاره ( أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ) .
دخلت بيته مرة ، فما رايت شيئا إلا الكتب ... إذا وضعت يدك لتتكيء فسيصدمك كتاب وإن رفعت رأسك أو خفضته فلن تخطيء عينك الأرفف التي وضع عليها الكتب ...
أوذي وامتحن ، من الأقربين والأبعدين ، فصبر وثبت ، فعوضه الله خيرا مما كان ، كيف لا ، فمن كان في الله تلفه كان على الله خلفه ... نفسه مطمئنة ، كأنك ترى رجلا من أهل الجنة ، أو كأنك تقول وهل مثل هذا يعذبه الله ؟ نحسبه كذلك والله حسيبه ، ونسأل الله تعالى أن يجعله خيرا مما نظن ، وأن يعلي قدره ويرفع ذكره ، ويحفظ شأنه ...
هذا بعض ما نعرفه من سيرة الشيخ ، ولم نلازمه طويلا ، ولكن خالطناه كثيرا ، وعاملناه جما غفيرا ، وسبرنا معدنه فوجدناه معيار المعادن الأصيلة ، وحقيقة الجواهر النبيلة ، فكيف لو سرد لكم الأقربون ما يعرفون من عاطر سيرته ، وجميل شمائله ومناقبه ... هذا ونسأل الله تعالى أن يجعل في الشيخ توفيقه ومعونته ليكون جندا من جنده يعلي شأنا الإسلام والمسلمين ... والله يتولى الصالحين ... | |
|