إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين
حياكم الله وطبتم وطاب ممشاكم
نشيد بهذا الموقع الكريم المبارك بأننا سنقدم لحضراتكم ما يهم الإنسان المسلم في حياته
وهنا نقول ( كيف نستقبل شهر رمضان ) ومن هنا نبدأ : شهر رمضان علينا جميعا إستقباله كالآتي :
أولا : القلب السليم وهو الذي قال فيه رب العالمين على لسان إبراهيم الخليل عليه السلام ( ولا تخزني يوم يبعثون * يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم ) الأية
فعليك أيها الحبيب أن تقف بين يدي الله تعالى وأنت طاهر القلب وممتلئ القلب أيضاً , طهره من الشرك والحقد والحسد والبغضاء والضغينة والحسد وحب الدنيا والشهوات , ثم إملأه بالحب للخير للناس والتوبة والعبادة الخالصة لله تبارك وتعالي .
كما قال العلامة المحدث أبى إسحاق الحويني إذا أردت أن تطهر قلبك فأعلم أن القلب الغافل كالكوب المملوء بالماء الفاسد عليك أن تفرغه ثم إملأه بالماء الطهور , فأفرغ قلبك أخي المسلم من الماء الفسد واملأه طاعة لله وهذا لا يأتي إلا بالذكر والتوبة والإخلاص والمداومة الطاعة والعبادة والأهم هو الإتباع , فبدون الإتباع لا يقبل العمل فهو كالسراب الذي يحسبه الظمآن ماءً .
ثانياً : كذلك أخي الحبيب عليك بتلاوة القرآن الكريم حتى تكون من أهل الله وخاصته تبارك وتعالى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ) الحديث .
ولكل حرف في كتاب الله حسنه والحسنة بعشر أمثالها قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا أقول الـــــــم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف ميم حرف ) الحديث
فما بالك بالذي يحفظ القرآن ويختمه في شهر القرآن , فلا تضيع هذا الفضل الكبير ولا تهمل في هذه التجارة الرابحة مع الله
ثالثاً : التحلى بالأخلاق الحميدة وذلك لقول الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) ( إنما بعثت لإتمم مكارم الأخلاق ) الحديث
وقال الله تعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم ) الآية , ومن أهم ما يميز المسلم الخلوق مراعة الآداب والسلوكيات المرغوب فيها مثل زيارة الأقارب وصلة الرحم , وإكرام الضيف , والإحسان إلى الجار وإعطاءه حقوقه كما نص عليه الدين , وزيارة المريض , ورد السلام , وإعطاء الطريق حقه , وأهم هذه الأشياء هي الصلح بين المتخاصمين , فجاء في الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تفتح أبواب الجنة في يوم الاثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء , فيقال انظروهما حتى يصطلحا , انظروهما حتي يصطلحا , انظروهما حتي يصطلحا ) الحديث ومعنى ( انظروهما حتى يصطلحا ) أي أخروهما حتى تعود المودة بينهما .
وعليك أخي المؤمن ان تكثر من الدعاء في هذه الأيام المباركة وتتقرب بأكف الضراعة إلى الله أن يغفر لنا ذنوبنا ويكفر عنا سيئاتنا ويتوفنا مع الأبرار
-- اللهم أعد علينا رمضان أعوام عديدة وأزمنة مديدة واجعلنا يا ربنا من عتقائك من النار ومن المقبولين الفائزين بجنات النعيم ونسألك يا ربنا أن تحشرنا مع سيد النبيين وإمام المرسلين إنك ولى ذلك والقادر عليه .
شكر الله لكم وجزاكم الله خيراً